ماهو التسويق العصبي واهم استراتجياته 2024

التسويق العصبي

 يعتبر التسويق العصبي أحد أعظم الاكتشافات التي ساهمت في تحويل كيفية فهم الشركات لسلوك المستهلكين وتفاعلاتهم، حيث يعتمد هذا النوع المتقدم من التسويق على استكشاف الدماغ البشري وعملياته العصبية لفهم الأسباب الحقيقية وراء قرارات الشراء والتفضيلات. 

ومن خلال دراسة تأثير العوامل النفسية والعقلية على المستهلكين، يستطيع المسوقون الآن تصميم استراتيجيات تسويقية أكثر دقة وفعالية، حيث تستهدف العقل الباطن وتلامس مشاعر واحتياجات الأفراد بطرق لم تكن ممكنة من قبل.

من خلال متجر ديجيتال بلس سوف نكون معكم في دليل شامل حول ماهو التسويق العصبي وأهم استراتيجياته.

التسويق العصبي هو أحد الأساليب الحديثة التي تركز على فهم كيفية تأثير المشاعر والعمليات العصبية على سلوك المستهلكين.

تعريف التسويق العصبي 

يعتبر التسويق العصبي توجهاً استراتيجياً ثورياً يهدف إلى كشف الغموض المحيط بالعمليات العقلية اللاواعية التي تؤثر بشكل مباشر على سلوك المستهلكين وقراراتهم الشرائية.

حيث يعتمد هذا النهج المتقدم على البحوث العلمية والتجارب العملية لاكتساب رؤى دقيقة حول كيفية تأثير العوامل النفسية والعصبية على تجربة المستهلك، فيتيح تصميم حملات إعلانية واستراتيجيات تسويقية أكثر فعالية وقوة. 

ومن خلال استغلال هذه المعرفة المتعمقة، يمكن للمسوقين تحسين تفاعل المستهلكين مع المنتجات والخدمات بشكل لم يسبق له مثيل.

أبرز استراتجيات التسويق العصبي 

تتبع مسار نظرات العين

في عالم التسويق العصبي يعد تتبع حركة العين من أهم الأدوات لفهم كيفية تفاعل المستهلكين مع الإعلانات، حيث باستخدام التكنولوجيا لتسجيل حركة حدقة العين، يمكن للشركات تحديد النقاط الأكثر جاذبية على الشاشة من خلال خريطة حرارية ملونة. 

على سبيل المثال أظهرت دراسة مقارنة صورتين لإعلانات الأطفال أن المشاركين أولوا اهتماماً أكبر للإعلان الذي كان الطفل فيه ينظر نحو محتوى الإعلان بدلاً من النظر مباشرة إلى المشاهد، وهذا يوضح أن توجيه النظرة يمكن أن يعزز من تأثير الرسالة الإعلانية ويزيد من فعالية الحملة.

استخدام الألوان

يعتبر استخدام الألوان في الترويج العصبي أداة قوية للتأثير على قرارات الشراء، حيث تشير الدراسات إلى أن الألوان يمكن أن تشكل ما يصل إلى 90% من السبب وراء قرار الشراء، مثلاً اللون الأحمر الذي تستخدمه علامات تجارية مثل Coca-Cola وTarget وNetflix يعزز الشعور بالقوة والإثارة والطاقة، فالألوان لا تساعد فقط في تمييز المنتجات عن المنافسين، بل تؤثر أيضاً على مزاج المستهلكين ومشاعرهم.

التعبئة والتغليف 

لا تقتصر جاذبية المنتج على محتواه فقط، بل يمتد إلى تصميم وتغليف العبوة، حيث العديد من الشركات مثل Campbell’s Soup وGerber وFrito-Lay قامت بتحديث تغليف منتجاتها بناءً على ردود فعل العملاء. 

وفي دراسات التركيز تم اختبار تفضيلات العملاء للألوان وحجم النص والصور على التغليف، على سبيل المثال تفضيل العملاء للأكياس غير اللامعة التي تحتوي على صور للبطاطس دفع الشركات لتغيير تصميمها.

الخوف من الفقدان

أسلوب "الخوف من الفقدان" أو FOMO يستخدم لزيادة مبيعات المنتجات من خلال إثارة قلق المستهلكين بشأن ما قد يفوتهم، حيث عبارات مثل "الشراء قبل أن ينتهي" أو "الوقت المحدود فقط للبيع" تحفز العملاء على اتخاذ قرارات سريعة.

وقد أظهرت الدراسات أن هذا النوع من التسويق يزيد من معدلات التحويل بشكل كبير، حيث يشعر المستهلكون بضرورة اقتناص الفرصة قبل فوات الأوان.

تقليل الخيارات المتعددة 

تظهر الدراسات أن وجود عدد كبير من الخيارات يمكن أن يكون مرهقاً للمستهلكين ويقلل من احتمالية الشراء، حيث في تجربة شهيرة أجرتها جامعة كولومبيا على مربى Wilkin and Sons، وجد الباحثون أن تقليل عدد الخيارات من 20 إلى 6 أدى إلى زيادة معدلات الشراء.

وهذا يدل على أن تقليل الخيارات المتاحة يمكن أن يجعل عملية اتخاذ القرار أكثر سهولة ويساعد على زيادة المبيعات.

تحديد حجم الرضا

استخدام تقنيات مثل تخطيط كهرباء الدماغ (EEG) يساعد في قياس الاستجابة العاطفية للعملاء تجاه المنتجات أو الإعلانات، وفي دراسة على علاج تجميلي.

 وجد الباحثون أن رضا العملاء مرتبط بتنشيط الدوائر العصبية المعنية بتقييم جمال الوجه، وهذا النوع من الدراسات يمكن أن يوفر للشركات رؤى عميقة حول كيفية تحسين منتجاتها وزيادة رضا العملاء.

الهدايا والعروض المجانية

الهدايا المجانية تعتبر من الاستراتيجيات الفعالة في التسويق العصبي ، حيث عند تقديم عرض ترويجي يتضمن هدية مجانية، يشعر المستهلك بأنه يحصل على قيمة إضافية بدون تكلفة إضافية، على سبيل المثال عند شراء عبوة غسيل كبيرة والحصول على سلة غسيل مجاناً، يتفاعل الدماغ بشكل إيجابي.

الردود الخفية

بفضل تقنيات التسويق العصبي مثل رسم خرائط كهرباء الدماغ (EEG)، يمكن للشركات فهم الاستجابات الخفية للعملاء، حيث تجربة Frito-Lay التي أظهرت أن النساء أحببن إعلاناً معيناً على الرغم من عدم اعترافهن بذلك في مجموعات التركيز التقليدية، تؤكد أن استجابات الدماغ قد تكون أكثر دقة في تحديد مدى فعالية الإعلان.

تحليل النموذج الأولي

اختبار النماذج الأولية باستخدام تقنيات مثل EEG يساعد في فهم تفضيلات المستهلكين بشكل أفضل، إذ قامت شركة هيونداي على سبيل المثال بتعديل تصميم سيارتها الرياضية بناءً على استجابة المشاركين في الدراسة لتحديد جوانب السيارة الأكثر جاذبية، وهذا النوع من الاختبارات يمكن أن يحسن من تصميم المنتجات ويزيد من احتمالية نجاحها في السوق.

الإرساء والتثبيت

تأثير الإرساء يعتمد على تقديم معلومة أولية تظل راسخة في ذهن المستهلك وتؤثر على قراراته اللاحقة، حيث في التسويق العصبي يُستخدم الإرساء لتحديد الأسعار وجعلها تبدو معقولة ومغرية، وهذا الأسلوب يظهر بشكل واضح في المزادات حيث يتم تحديد سعر افتتاحي يشكل أساساً لاتخاذ القرارات اللاحقة.

التفاعل الجيد

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح قياس تفاعل الجمهور مع المحتوى أمراً أساسياً في استراتيجيات الترويج العصبي ، حيث تستغل الألعاب الإلكترونية هذا المفهوم من خلال تقديم المكافآت والمحفزات التي تزيد من إفراز هرمون الدوبامين، وهذا النهج يمكن تطبيقه أيضاً على المحتوى الرقمي لزيادة التفاعل وجذب الانتباه.

السرعة العالية والكفاءة

السرعة في تقديم الخدمة هي عامل حاسم في رضا العملاء، حيث اكتشفت شركة PayPal أن الحملات التي تركز على الأداء السريع للخدمة كانت أكثر فعالية في جذب المتسوقين عبر الإنترنت مقارنة بالتركيز على الأمان فقط، وهذا يوضح أن العملاء يقدرون السرعة والكفاءة.

وضع السعر المناسب

تحديد الأسعار بدقة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على قرارات الشراء، حيث هناك دراسة من سنغافورة أظهرت أن الأرقام الثابتة تبدو أكثر مناسبة للعميل، بينما تجعل الأرقام المركبة الدماغ يعمل بجهد أكبر لإدراك القيمة، وهذا يشير إلى أن تعقيد الأسعار يمكن أن يجعل المنتج يبدو أكثر منطقية وجاذبية.

العناوين الجذابة 

العناوين الرئيسية الجذابة تلعب دوراً حاسماً في جذب انتباه الزوار عبر الإنترنت، حيث أظهرت دراسة جامعة كوليدج لندن أن العناوين الذكية يتم النقر عليها أكثر من العناوين العادية.

التخطيط على موقع الإنترنت

تخطيط مواقع الإنترنت بشكل يتوافق مع استراتيجيات التسويق العصبي يمكن أن يزيد من جاذبية الموقع للمستهلكين، حيث هناك معايير مثل شهادات المنتجات، وتوصيات العملاء، وربط منصات التواصل الاجتماعي والتي تعزز من ثقة العملاء وتجذب المزيد من الزوار.

احصل الآن على اشتراكات يوتيوب بريميوم من متجر ديجيتال بلس

يوتيوب بريميوم لمدة 6 اشهر

مع هذا الاشتراك، تستمتع بمزايا رائعة تشمل مشاهدة الفيديوهات دون إعلانات مزعجة، كما يمكنك تشغيل الفيديوهات في الخلفية، ولن تحتاج للقلق بشأن الاتصال بالإنترنت، حيث يمكنك تنزيل الفيديوهات لمشاهدتها في أي وقت وأي مكان، بالإضافة إلى ذلك، تستفيد من خدمة يوتيوب ميوزيك بريميوم التي توفر تجربة موسيقية خالية من الإعلانات وإمكانية التشغيل في الخلفية، مع جودة عالية للفيديوهات.

كما يمكنك استخدام الاشتراك على عدة أجهزة، بما في ذلك الهاتف، الجهاز اللوحي، الكمبيوتر، والتلفزيون. بالإضافة إلى ذلك، ستدعم صناع المحتوى المفضلين لديك مباشرة، وستتوفر أدوات تحكم الوالدين لضمان أمان الأطفال أثناء المشاهدة.

السعر : 34 ريال

كيفية فهم التسويق العصبي

علم النفس والعصبونيات  

فهم التسويق العصبي يمثل نقلة نوعية في عالم التسويق الحديث، حيث يدرس كيفية تأثير العقل والعصبونيات على سلوك المستهلكين، حيث يركز هذا النهج على الاستجابات اللاواعية والتأثيرات العاطفية التي تؤثر على قرارات الشراء وتفاعل المستهلكين مع العلامات التجارية.

وبدلاً من الاعتماد فقط على استطلاعات الرأي والتحليلات التقليدية، يقدم التسويق العصبي نظرة عميقة إلى عوامل الدافع والتأثير التي تشكل أساس اتخاذ القرارات الشرائية للأفراد، وهذا النهج يساعد الشركات على تصميم استراتيجيات تسويقية مستهدفة بدقة، تتفاعل بفعالية مع العقول والأنفس للمستهلكين بطرق ملهمة وفعالة.

استخدام البيانات العصبية 

في عصر يتسم بالرقمنة وزيادة الانخراط عبر الإنترنت، تصبح البيانات العصبية أداة حيوية لفهم وتحليل سلوك المستهلكين بشكل دقيق وعميق، حيث يقوم التسويق العصبي بتحليل الاستجابات العقلية والتفاعلات العاطفية للمستهلكين. 

ومن خلال استخدام هذه البيانات، يمكن للمسوقين تخصيص الرسائل والإعلانات لتكون أكثر جاذبية وفعالية، حيث يتم تصميم كل نقطة اتصال بناءً على فهم دقيق لاحتياجات ورغبات المستهلكين، كما تتيح هذه الاستراتيجية للشركات تحقيق نتائج ملموسة، مثل زيادة معدلات التفاعل وتحسين مستوى الرضا لدى العملاء.

فوائد التسويق العصبي

التسويق العصبي يمثل إحدى أحدث وأقوى استراتيجيات التسويق التي تركز على فهم السلوك الإنساني وتحليل التفاعلات العقلية للعملاء بشكل دقيق، حيث من خلال تقنيات متقدمة يمكن للشركات رصد استجابات العملاء بشكل فوري ودقيق. 

كما أن قدرة التسويق العصبي على كشف احتياجات ورغبات العملاء بشكل عميق تعني أن الشركات يمكنها استهداف الجمهور المناسب وتقديم محتوى ملائم في الوقت المثالي.

علاوة على ذلك يُسهم الترويج العصبي في تعزيز رواية العلامة التجارية وتحسين سمعتها، فالتفاعلات الشخصية والمحتوى المخصص يزيدان من قيمة العلامة التجارية في أذهان العملاء. 

عيوب التسويق العصبي

رغم الفوائد البارزة التي يُمكن أن يجلبها التسويق العصبي في تحسين تجربة العملاء وزيادة معدلات التحويل، إلا أنه يُواجه انتقادات وتحديات لا يمكن تجاهلها، ومن بين أبرز الانتقادات تأتي قضايا الخصوصية وانتهاكها حيث يشعر الكثيرون بالقلق إزاء جمع البيانات الشخصية واستخدامها بطرق قد تخل بالخصوصية الشخصية وتتعارض مع المعايير الرقمية. 

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الترويج العصبي إلى تكرار الإعلانات بشكل مزعج ومبالغ فيه، وهذا يمكن أن يؤثر سلبًا على مصداقية العلامة التجارية ويقلل من تفاعل العملاء بدلاً من زيادته.

بالإضافة إلى تجاوز كمية البيانات التي يتم جمعها ومعالجتها بشكل غير فعّال يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تجربة عملاء غير مرضية، حيث قد يشعرون بالإزعاج أو عدم الراحة نتيجة للمحتوى غير الملائم الذي يتم عرضه. 

علاوة على ذلك قد يتسبب التسويق العصبي في تقسيم العملاء وتصنيفهم بشكل غير دقيق، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الفرصة في التواصل بشكل فعال مع فئات معينة من العملاء وبالتالي فقدان الثقة والولاء.

كيفية تحسين المبيعات عبر التسويق العصبي

التحليل العميق لبيانات العملاء 

في عصر يتسم بالتواصل الرقمي المكثف، تمثل منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية مصادر حيوية لجمع بيانات سلوكيات العملاء، وبفضل التحليل العميق لهذه البيانات، يمكن للشركات فهم ما يدفع العملاء وما يثير اهتمامهم بشكل أكبر. 

ومن خلال دراسة النمط الاستهلاكي وتفضيلات البحث والتفاعلات على الإنترنت، يصبح بمقدور الشركات تحديد الأولويات في استراتيجياتها التسويقية بشكل دقيق، إذ يتيح هذا النهج التخصيص الشخصي بشكل متقدم، حيث يتم تقديم المحتوى والعروض الترويجية بطريقة تلائم تمامًا احتياجات واهتمامات كل عميل على حدة.

استخدام الذكاء الاصطناعي 

تقنيات الذكاء الاصطناعي تمثل السلاح السري للشركات الراغبة في تحقيق التنبؤات الدقيقة والفعالة في عالم التسويق، حيث من خلال تحليل كميات كبيرة من البيانات، يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد الاتجاهات والنماذج السلوكية للعملاء بشكل دقيق. 

وهذا يسهم في تحسين استراتيجيات التسويق وتعزيز كفاءة الإنفاق على الإعلانات، بالإضافة إلى تعزيز تجربة العملاء وزيادة مستويات الرضا والولاء تجاه العلامة التجارية.

التوقيت المناسب 

التوقيت يلعب دورًا حاسمًا في نجاح أي حملة تسويقية، حيث من خلال الاستفادة من تحليلات السلوك العميل وبياناته، يمكن للشركات تحديد أفضل أوقات لإطلاق عروضها الترويجية وحملاتها الإعلانية.

فمثلا يمكن أن تظهر البيانات أن العملاء يكونون أكثر استجابة خلال الفترات الزمنية المحددة، مثل أوقات الفراغ أو الأحداث الاجتماعية الكبرى، وبالاعتماد على هذه البيانات الدقيقة، تتمكن الشركات من زيادة فعالية حملاتها وتحسين معدلات الاستجابة بشكل ملحوظ.

التخصيص والشخصنة 

في عالم يتغير بسرعة، يعتبر التخصيص والشخصنة أساسيين لنجاح أي استراتيجية تسويقية، وبفضل التسويق العصبي يمكن للشركات تعزيز تجربة العملاء بشكل استثنائي من خلال تقديم المحتوى الملائم والمناسب لكل فرد بناءً على سلوكياته واهتماماته الشخصية. 

ومن خلال استخدام تحليلات البيانات العميقة، يمكن للشركات فهم تفاصيل دقيقة عن كل عميل، وهذا النهج لا يقتصر على تحسين معدلات الاستجابة فحسب، بل يعزز أيضًا من الولاء للعلامة التجارية ويدفع بالعلاقات الطويلة الأمد.

أهم تطبيقات التسويق العصبي

التجارة الإلكترونية

في عالم التجارة الإلكترونية المتطور، يعد التسويق العصبي أحد الأدوات الرئيسية لتحقيق النجاح وزيادة الربحية، إذ يستند هذا النوع من التسويق على تحليل دقيق لبيانات سلوك المستهلكين. 

ومن خلال تتبع تفاعلات المستهلكين مع المواقع الإلكترونية، يتم تحديد الاتجاهات والاهتمامات والاحتياجات الفعلية للعملاء، فيسمح بتكييف العروض والحملات التسويقية بشكل دقيق لتلبية توقعاتهم بدقة. 

بالتالي تتمكن الشركات من تحسين تجربة التسوق عبر الإنترنت بشكل عام، وتعزيز مستوى الرضا لدى العملاء، ما يؤدي في النهاية إلى زيادة مبيعاتها ونموها المستدام في السوق الرقمي المنافس.

التحليلات العصبية في تطوير المنتجات 

تعد عمليات تطوير المنتجات والخدمات من أبرز المجالات التي تستفيد بشكل كبير من التحليلات العصبية، حيث باستخدام هذه التحليلات يمكن للشركات فهم تفصيلي لاحتياجات العملاء وتوقعاتهم بشكل أعمق وأدق. 

كما يتيح ذلك لها تحسين المنتجات الحالية، أو حتى ابتكار منتجات جديدة تلبي تلك الاحتياجات بكفاءة أكبر، وبفضل هذه الاستراتيجية تتمكن الشركات من بناء علاقات مستدامة وموثوقة مع العملاء، حيث يشعرون بأن احتياجاتهم ورغباتهم تُسمع وتُفهم بشكل جيد. 

وهذا بدوره يزيد من رضا العملاء وولائهم للعلامة التجارية، ويساهم في تعزيز النجاح والنمو المستقبلي للشركة في ساحة السوق الإلكتروني المتنافسة.

عوامل تؤثر في التسويق العصبي

اللغة ومدى تأثيرها على العقل الباطن

تُعتبر اللغة أحد أهم العوامل التي تؤثر على تسويق العصبي ، حيث تلعب دورًا بارزًا في توجيه العقل الباطن واتخاذ القرارات، وبفضل استخدام كلمات محددة وعبارات معينة، يمكن أن تثير ردود فعل معينة دون أن يكون المستهلك على دراية بهذه التأثيرات. 

ومن خلال دراسة عميقة لكيفية تأثير اللغة على العقل، يمكن للشركات تصميم رسائل تسويقية تفاعلية وجذابة بشكل يلامس الجمهور بشكل فعال، وبالتفصيل في اختيار الكلمات وتركيب العبارات، يمكن توجيه اللاوعي نحو الاتجاهات والمفاهيم التي تدعم استراتيجيات التسويق وتعزز من نجاح الحملات الترويجية.

تصميم الإعلانات 

تأتي تصميمات الإعلانات على رأس العوامل التي تؤثر على التفاعل العصبي لدى المستهلكين، إذ تعمل الألوان، والصور، والخطوط على توليد ردود فعل عاطفية قوية تجاه العلامة التجارية ومنتجاتها، وبواسطة اختيار التصاميم بعناية فائقة، تستطيع الشركات لفت انتباه الجمهور بشكل فعّال وإبراز رسائلها الجذابة بطرق ملهمة ومثيرة. 

كما يعمل تصميم الإعلانات على تعزيز التفاعل العقلي والعاطفي مع العلامة التجارية، وذلك يساعد على تحقيق أهداف التسويق بكفاءة عالية ويعزز من استجابة المستهلكين وارتباطهم المستمر مع العلامة التجارية.

تحديات التسويق العصبي

حماية البيانات العصبية 

في عصر يتسم بزيادة استخدام التسويق العصبي ، تواجه الشركات تحديات كبيرة فيما يتعلق بحماية بيانات العملاء، حيث تعد البيانات العصبية من أهم المعلومات التي يتم جمعها واستخدامها لفهم سلوك المستهلكين وتوجيه استراتيجيات التسويق بشكل فعال.

 لذا يُعد تأمين هذه البيانات وحمايتها ضرورة ملحة للشركات لضمان عدم تعرضها لأي انتهاكات أمنية أو تسريبات، حيث يجب على الشركات اتباع أعلى معايير الأمان واستخدام التقنيات اللازمة مثل التشفير والحماية من الاختراقات لضمان سرية وسلامة بيانات العملاء. 

وبناءً على هذا النهج تستطيع الشركات بناء ثقة قوية مع عملائها والحفاظ على ولائهم بشكل فعّال.

التطورات المستقبلية 

مع التقدم السريع في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، تشهد استراتيجيات التسويق العصبي تطورات ملحوظة ومستمرة، حيث تعتمد هذه الاستراتيجيات بشكل أساسي على قدرة تحليل البيانات بدقة لفهم عميق لسلوك المستهلكين وتوقعاتهم.

ومن المتوقع أن تتقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل البياني لتوفير توجيهات دقيقة للشركات في استراتيجياتها التسويقية، بالتالي يجب على الشركات أن تكون على استعداد لمواكبة هذه التحولات وتكييف استراتيجياتها بما يتناسب مع البيئة التسويقية المتطورة. 

ومن خلال الاستفادة من هذه التطورات، يمكن للشركات تعزيز فعالية حملاتها التسويقية، وتحقيق نتائج أفضل، وبناء مواقف قيادية قوية في سوق الأعمال الرقمي المنافس.

في ختام الحديث حول التسويق العصبي نجد أنه استراتيجية حديثة وقوية تستند إلى فهم عميق لسلوكيات العملاء وتفاعلاتهم النفسية، وبرغم التحديات والانتقادات التي تواجهها مثل قضايا الخصوصية وتكرار الإعلانات، فإن فوائدها الكبيرة تتمثل في تحسين تجربة العملاء وزيادة معدلات التحويل. 

RELATED ARTICLES